كانت الدرعية عاصمة للدولة السعودية الأولى، ومقصد العلماء والطلاب، ووسوقا للتجار وطالبي الرزق، فغدت عاصمة يؤمها الجميع، ويستظل بظلها البعيد والغريب، فعلا شأنها وارتفعت مكانتها.
وفي عام 1233هـ تداعت الدرعية بعد هجمات العثمانيين الغزاة، وحل الخراب فيها بعد أن سلم قائدها نفسه حقنًا للدماء، وسلامة للإنسان والبناء، لكن الغازي كان يحمل لواء التدمير، فأتى عل كل شيء جميل، فحوله إلى خراب ودمار، فهدم البيوت وقطع الأشجار وخرب المزارع وقتل العلماء وهجر الساكنين.
ومن بين الركام وزحام الأحداث خرج الإمام تركي بن عبدالله من الدرعية وقصد جنوب الرياض، هناك مكث في غار يستكشف الأوضاع، ويرتب الأحداث، ويختار الوقت المناسب للعودة.
وفي الوقت المناسب، خرج من مكمنه يعيد المجد والأمجاد، وجمع الرجال والسلاح، فتوجه إلى الدرعية واستردها، ثم ضم الرياض، ليعلن عام 1240هـ عن قيام الدولة السعودية الثانية، متخذا الرياض عاصمة لها، وذلك للأسباب الآتية:
• الدرعية كانت مدمرة بالكامل وأن محاولة إعادة إعمارها يحتاج إلى وقت طويل وجهد كبير ومال كثير.
• الرياض كانت فيها روضات خصبة وواسعة ويحيط بها سور كبير وآمن وتلال وأودية ما جعل منها مدينة آمنة ومؤهلة لصد الغزاة.
• الرياض كانت امتداداً لحجر اليمامة، وكانت عشيرة الإمام تركي بن عبدالله (ابن درع) حاكمة عليها في عصور قديمة، وبالتالي اختيارها إحياء لعشيرته وقبيلته.
جدير بالذكر أن الإمام تركي شرع في تنفيذ أعمال هندسية كبيرة في الرياض ما مهد لترسيخها عاصمة للمملكة العربية السعودية منها: بناء قصر الحكم وبناء الجامع الكبير (جامع الإمام تركي بن عبدالله).


